تاج محل .. قصة حب ووفاء خلدها التاريخ

هكذا وصف الشاعر طاغور تاج محل




إنه تاج محل..الضريح الذي قرر شاه جيهان
أن يبنيه لزوجته وحبيبته ممتاز محل
واستغرق بناءه عشرين عاما ليعمل فيه 20 ألف فنان
وخطاط ونقاش ومعماري. وأصبح تاج محل من
عجائب الدنيا السبع الخالدة.
يتغير تاج محل بتغير فصول السنة وأوقات اليوم.
فالزهور تظهر بعد الفجر بلون وردي وخلال فترة الظهيرة
بلون أبيض ناصع ثم تتحول إلى اللون الرمادي قبل الغروب.
وقد اقترح شاه جيهان إقامة التاج من الرخام الأبيض حتى
ينعكس الضوء عليه عند الفجر والصباح والظهيرة والضحى
والمساء إلي ضوء القمر.

كانت سيدة تاج محل ممتاز محل ومعناها (مختارة القصر)
ذات مولد رفيع الشأن، فهي حفيدة ميرزا غياث بيك رئيس وزراء
الإمبراطور المغولي الرابع جيهانجير،
كانت شديدة الذكاء. باهرة الجمال. وكانت تحب الموسيقي
وتقول الشعر بالفارسية.
هكذا كانت نشأة أرجوماند بانو بيغوم، التي عرفت لاحقاً باسم ممتاز محل،
ابنة عائلة من أشراف القوم.
كان الأمير خورام، ابن الستة عشر عاماً وإمبراطور المستقبل شاه جيهان،
يتمشى في سوق المينا الملكي فوقعت عيناه على ابنة رئيس الوزراء الجميلة
التي كانت في الخامسة عشر من العمر.
وأسرع الأمير إلى أبيه في اليوم التالي طالباً الإذن بالزواج منها لكن الزيجات
من بعد حب لم تكن شيئاً مألوف في قصور الهند في القرن السابع عشر.
فالزيجات الملكية كانت تتم لأسباب سياسية أو لتعزيز التحالفات العسكرية.
فتزوج الأمير خورام من أميرة فارسية.
و بعد مرور خمس سنين تزوج جيهان شاه من ممتاز محل
بعد الزواج كان الأمير وممتاز يقضيان معظم أوقاتهما معاً.
وسرعان ما أصبحت ممتاز محل مستشارة زوجها لشئون السياسة
وتقدم العون للأرامل واليتامى والعائلات الفقيرة.
وفى تلك الفترة حدث خلاف بين شاه جيهان ووالده
واستمر هذا الخلاف ثمان سنوات الى ان توفى والده
وجلس شاه جيهان على العرش بعد حرب دموية على الوراثة.
وتوج شاه جيهان أمبراطورا فوزعت ممتاز محل صواني الجواهر والذهب
على الفقراء بهذه المناسبة.
لم يكن لفرحة الزوجين حدود بعد المعاناة الطويلة التي عاشاها..
وطلب شاه جيهان من قادة الجيش أن يكونوا عادلين في حكمهم للناس،
حتى عرف في التاريخ بلقب" الإمبراطور العادل".
أصبح لممتاز محل دوراً فاعلاً في إدارة الدولة.
كما كان شاه جيهان يستشيرها في كل قضايا الحكم المهمة،
حتى إنه استأمنها على ختمه الملكي.
كان يصطحبها معه في حملاته العسكرية. وفي إحدى هذه الحملات عام 1630
خرجت ممتاز معه وهي حامل بابنهما الرابع عشر.
وماتت في ربيع 1631 وهي تضع وليدها وكانت بنتاً
كانت آخر كلمات محبوبته وهي تودع الدنيا: لا تتزوج من بعدي،
لن تحب امرأة مثلي،لا تنسى أن تزور قبري..
بعد موت ممتاز حبس شاه جيهان نفسه ثمانية أيام في قصره
ليخرج للناس بعدها رجلاً آخر وبقي لعامين وهو يعيش الحداد عليها.
ومنذ تلك اللحظة أخذ السلطان على نفسه عهداً بتخليد ذكراها في أحسن صورة
فبنى لها قصر تاج محل الذي يعتبر بحق أبهى وأجمل قصر
يعيش قصة حب ووفاء خلدها التاريخ .
وتقول الروايات التي انطلقت على حياته إنه كان يعتزم بناء قصر
مواجه لتاج محل ليكون ضريحاً له شخصياً عند ومقابلاً لضريح زوجته
ولكن مع وجود فارق بينهما وهو أن الأول ضريح تاج محل من
الرخام الأبيض أما ضريحه هو فسيكون باللون الأسود
بحيث يربط بينهما جسر كبير.


ولكن ولم يتحقق هذا الحلم حيث قام أحد أبنائه بالحجر عليه
واعتقاله بعدما قاد انقلاباً ضده وسيطر على العرش الملكي
وبالتالي قام بسجن والده في قصره المقابل لضريح تاج محل حتى توفي
إلا أنه وبدوافع إنسانية اقترح بعض أعوان الإمبراطور الجديد دفنه بجوار زوجته ،
ليروى هذا الصرح أروع قصص الحب والوفاء
ويصبح بحق أحد عجائب الدنيا السبع .



تحياتي