قال لسانها : لا
وقالت عيناها : نعم
أنكرني لسانها وأحبتني عيناها .
العاشق العين واللسان
لا تكذب العينان كاللسان فالعينان لنا وحدنا وللخلق اللسان بين مانحن عليه في سر العينين وما نريد أظهاره للعامة في علن اللسان بون شاسع , جبال من وهم وأنهار من سراب وأودية من خوف وفيما يجهر اللسان بالعرف الأجتماعي لاتبوح العينان الا خلسة ومن وراء ستار للعاشق وحده .
مما يمنح القلب حق الأنين المكبوت الذي يهد الجبال ويوقظ أهل القبور فيبنون بيوتهم حزناً على أنين عشقنا الذي تستبيحه الظنون ويحاصره العذال .
فقاطع الحب كقاطع الطريق لا يفهمون أغنيات العشق , ولا يحفلون بالأمن الذي يلوذ بقارعة القلوب فيطاردون العاشق وهو يمشي على أستحياء في العين حذراً كاللص , أو يمر خطفاً كاليمامة في الظلمة النجية اللامعة كشهوة في ظلال السيوف ..!
يضيعنا اللسان فنتيه في غمار الشك والتقية المتوارثة بالخوف ويجعلنا مراوغين ومخادعين كالرياء ضعيفين , ومقهورين كالسبايا يتوهنا في الحشد الغريزي الى أن تستردنا العينان فللعينين رأي آخر ..!
تمنحنا العينان وهي تضيئ ظلمة الدغل الأجتماعي .
الحب المستحيل الأمل الذي ضيعة اللسان في غربته المهزومة بالفاقة والذل ..
الملاذ الأخير وكأنما هو ودنا الذي على الأرض ونجمتنا التي في السماء , الا أنه ود أو نجمة لايستردنا الا كما تستر الفضيحة عريها
فنتلظى في الظلال القصية منذورين للموت الحميم .
لايعرف الحب المستحيل الا عينان تألفتا مع الوحدة وعاشتا في سلام داخلي لا ينتحر على ضفاف الرياء الأجتماعي ولا يقبل المساومة الرخيصة على العشاق .
فتورق الأنثى على عرش العماء وترسل العينان خلسة كخائنة الأعين رمقاً أخيراً . لمعة غاربة دمعة مغتالة وردة من ماء وطين ..!
هذا الرمق الأخير اللمعة الغاربة الدمعة المغتالة وردة الماء والطين الهاربة من العماء اللجب .
هي الحب المستحيل وهي السر الذي جعل العذريين يموتون حباً بأناث تزوجن غيرهم فلا أحد يتبع العين ألا العاشق المجنون .
في المساء تنسج العينان اعترافهما وفي الصباح ينسل اللسان جهرة من الوعد الموارب .
وما بين أعتراف العينين وأنكار اللسان لا نتهي الحكاية , التي لا وطن لها فيتحصن العاشق بالأنثى التي هي الماء والنار الجنة والجحيم الواقع والحلم .
ولا شاهد إلا العينان وهما تصوغان البعد الألهي للبشر الزائل في أسطورة يبدو فيها الأنسان عنصراً خالداً في ميثولوجيا الحياة وأركولوجيا الروح وتصبح البرهة القصيرة التي لاتدوم زمناً أزلياً .
عندها يموت العاشق حباً ... ويحيا الى الأبد ..!
دمتم برعاية الله وحفظه